تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الألواح الشمسية الصينية تغزو الصحاري العربية

مصدر الصورة
العرب

تعتبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البديل النظيف والمتجدد للوقود الأحفوري؛ لذلك تتجه الدول العربية، مثل السعودية ومصر وقطر، إلى التعاون مع الصين لبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال من خلال مشروعات أقيمت خلال هذه السنوات في إطار مبادرة الحزام والطريق.

بكين - من محطة الخرسعة للطاقة الشمسية في قطر إلى مجمع بنبان للطاقة الشمسية في مصر، ومن محطة الشعيبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في السعودية إلى مشروع الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الإمارات، تنتشر الملايين من الألواح الشمسية التي شاركت شركات صينية في إقامتها بصحاري الدول العربية لتقف شاهدا على عمق التعاون الصيني – العربي في مجالات استخدام الطاقة الشمسية من خلال مشروعات أقيمت في السنوات الأخيرة ضمن مبادرة الحزام والطريق.

ويمكن للمرء الوصول بسهولة إلى استنتاج مفاده أن الجانبين الصيني والعربي لديهما مزايا تكاملية وإمكانات كبيرة لدفع التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية؛إذ أن الصين تسعى الآن إلى تحقيق تحول الطاقة والتنمية النظيفة لبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال، وتمتلك خبرات وافرة وتكنولوجيا عالية وناضجة تُمكنها من الاستفادة من الطاقة الشمسية. في الوقت ذاته، أطلقت العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة خططا معنية بتحول الطاقة، حيث تعكف على تطوير مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل اعتمادها على الطاقة الأحفورية.

في الواقع تتميز المنطقة العربية بأنها واحدة من أبرز المناطق في العالم التي تتوفر فيها موارد الطاقة الشمسية، وتحظى بمزايا فريدة تمكنها من تطوير الطاقة النظيفة والمتجددة. فقد أشار تقرير صادر عن “غلوبال إنرجي مونيتور”، وهي منظمة بحثية غير ربحية معنية بمشروعات الطاقة في أنحاء العالم، إلى أن الدول العربية تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ إجمالا 73.4 غيغاوات، وهو ما يعني زيادة بأكثر من خمسة أضعاف في القدرة الإنتاجية الحالية للمنطقة من هذه الطاقة.

ففي قطر لفتت محطة الخرسعة للطاقة الشمسية التي اُفتتحت في أكتوبر العام الماضي أنظار الناس بحجمها الكبير وتكنولوجياتها الخضراء، فالمقاول الرئيسي لهذا المشروع هو شركة “باور تشاينا” التي تستخدم ألواحا ومعدات وتجهيزات صينية في تشغيل المشروع بطاقة إنتاجية تصل إلى 800 ميغاوات.

عوضا عن الوقود الأحفوري

ويشهد المشروع استخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية المتحركة أحادية المحور، مع الاستعانة بألواح “لونجي هاي – مو4” الصينية المزدوجة التي توفر المساحة لكونها تستخدم كلا الوجهين في تحويل أشعة الشمس المباشرة والمنعكسة إلى طاقة كهربائية.

من جانبه قال يانغ تاو، المدير التنفيذي لمشروع محطة الخرسعة للطاقة الشمسية بشركة باور تشاينا، لوكالة أنباء (شينخوا) إن المشروع يتضمن أكثر من مليوني لوحة شمسية ويمكنه توليد1.8 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويا، وهو ما يعادل 10 في المئة من الطلب على الكهرباء في قطر عبر الشبكة الوطنية خلال وقت الذروة ويلبي الاستهلاك السنوي للكهرباء لحوالي 300 ألف أسرة، كما قدم المشروع مساهمة كبيرة في تنظيم قطر أول نسخة محايدة الكربون من بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وأشار إلى أن للمشروع دورا هاما في دفع بناء “رؤية قطر الوطنية 2030″ وضمان تحقيق التحول الأخضر للطاقة في البلاد، مؤكدا أن التعاون بين بكين والدوحة في الطاقة الخضراء نشط ومفيد لدفع التنمية المستدامة، فـ”هذا التعاون يساعد على تقليل انبعاثات الكربون ورفع مستوى سلامة الطاقة في قطر، بينما يتيح للشركات الصينية فرص استكشاف الأسواق الدولية. إنه تعاون متبادل المنفعة يتماشى مع مفهوم مبادرة الحزام الطريق”.

أما في مصر فقد اُفتتح مجمع بنبان للطاقة الشمسية في أواخر 2021 بعد سنوات من البناء، حيث يحمل هذا المجمع الذي تبلغ قدرته 1465 ميغاوات تطلعات البلاد إلى دفع التحول نحو الطاقة الخضراء. وتمتلك شركة الخوانق الثلاثة الصينية الدولية أربع محطات لتوليد الطاقة في المجمع ويمكنها توليد حوالي 600 مليون كيلووات/ساعة من الطاقة النظيفة سنويا.

وقد صرح مسؤول في الشركة الصينية بأن مصر لديها إمكانات هائلة لتطوير الطاقة المتجددة، إذ تشير أرقام الدراسات الأولية إلى إمكانية تشييد محطات للطاقة الشمسية بسعة إنتاجية تبلغ أكثر من 50 غيغاوات ومحطات لطاقة الرياح بسعة إنتاجية تزيد عن 30 غيغاوات على ضفتي نهر النيل في مصر، مؤكدا عزم شركة الخوانق الثلاثة الدخول إلى سوق الطاقة المتجددة المصرية للاستفادة من مواردها الغنية من الطاقة المتجددة.

 

الدول العربية تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ 73.4 غيغاوات

الدول العربية تعمل على تشييد محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسعة إنتاجية تبلغ 73.4 غيغاوات 

 

كما أعرب المسؤول عن ثقته الكاملة بمستقبل التعاون الصيني – المصري في مجال الطاقة المتجددة، وذلك في إطار البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق.

وفي السعودية يجري بناء مشروع محطة الشعيبة لتوليد الطاقة الكهروضوئية على قدم وساق، حيث تتولى مجموعة هندسة الطاقة الصينية المحدودة ومؤسستان صينيتان أخريان أعمال بناء المشروع الذي تبلغ سعته الإنتاجية 2.6 غيغاوات.

وقال تسنغ تسي تشانغ، نائب مدير عام الجانب الصيني من مجموعة هندسة الطاقة الصينية المحدودة بمشروع محطة الشعيبة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهو يتجول بين صفوف من الألواح الشمسية الموضوعة، إن “المشروع يستخدم أحدث تكنولوجيات الطاقة الكهروضوئية ويمكن لألواحه الشمسية أن تتحرك تلقائيا مع حركة الشمس من الشرق إلى الغرب لتحقيق الاستفادة القصوى”.

وأعرب عن ثقته بقدرة شركته على الانتهاء من بناء المشروع في الموعد المحدد، أي أكتوبر 2025، لافتا إلى أن المحطة يمكنها توليد حوالي 282.2 مليار كيلووات/ساعة من الطاقة النظيفة خلال 35 عاما من تشغيلها، وهو ما يعني تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 245 مليون طن أو زراعة 540 مليون شجرة في صحاري السعودية.

واختتم تسنغ حديثه قائلا “وبهذا نقدم، باعتبارنا شركة صينية، مساهمتنا في دفع التحول إلى الطاقة الخضراء وتقليل الانبعاثات في السعودية”.

و وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة تنتج الصين 85 في المئة من خلايا الطاقة الشمسية في العالم، و88 في المئة من السيليكون المتعدد البلورات الذي يستخدم في تصنيع الألواح الشمسية، بالإضافة إلى 97 في المئة من سبائك السيليكون والرقائق التي تشكل نواة الخلايا الشمسية.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.