تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي بوديموف وأليكسي تشيتشكين، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول الأهمية الاستراتيجية لممر "شمال-جنوب".
وجاء في المقال: رياح الشرق تهب باتجاه "شمال-جنوب"
في نهاية مايو، أجرى الزعيم التركمانستاني قربان قولي بيردي محمدوف والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في طهران. يبدو أن نتائج الاجتماع تجعله يرقى إلى مستوى الاجتماع الاستراتيجي، على عكس توقعات المراقبين المتواضعة.
لم يجر التوقيع على أي وثائق رسمية بشأن ذلك، لكن الاتفاقات الأولية لا تترك مجالا للشك. فالطرفان على استعداد في المستقبل القريب للعمل المشترك على حل مشاكل البنية التحتية الإشكالية لممر "شمال-جنوب"، وبشكل أكثر دقة، للقطاع التركمانستاني الإيراني (الشرقي) من هذا الممر الدولي.
ربط تركمانستان بهذا الممر مفيد للجميع، بما في ذلك لروسيا، ولعدد من الأسباب، ليست موارد الجمهورية الخام العنصر الرئيس في المشروع، إنما التالي:
أولاً، الموانئ الإيرانية على ساحل المحيط الهندي متصلة بسكك الحديد مع تركمانستان على مسافة أقصر من سكك الحديد في أذربيجان: يبلغ الفارق هنا 25-30٪؛
ثانيًا، في السنوات الأخيرة، تراهن إيران استراتيجيًا على مرور الشحنات الدولية على وجه التحديد عبر موانئها: بندر عباس، بندر بشختتي، جاسك، تشابهار، وليس عبر موانئها في حوض الخليج العربي التي يفصلها عن المحيط الهندي- عبر مضيق هرمز - من 160 إلى 330 ميلاً؛
ثالثًا، مضيق هرمز. فالخروج من الخليج العربي في أي لحظة يمكن أن تعوقه الولايات المتحدة وبريطانيا، بسبب الطبيعة المعروفة لعلاقتهما مع إيران؛
رابعا وأخيرًا، بعض أقسام مضيق هرمز محل نزاع بين إيران وسلطنة عمان.
هذه العوامل مجتمعة، بالطبع، يأخذها الجانب التركمانستاني في الحسبان، ويعزز طريقه الخاص، في ممر من تركمانستان إلى إيران ضمن مشروع "شمال-جنوب".
ووفقًا لمدير تطوير "اللوجستيات العابرة لآسيا"، أركادي إيفانوف، فإن تركمانستان "تريد" سحب "عبور البضائع من آسيا الوسطى وروسيا إلى أراضيها، ما يخلق منافسة مع أذربيجان. وهكذا تصبح "تركمانستان عبر ممر العبور الدولي" شمال- جنوب" بوابة آسيا الوسطى لدخول الأسواق العالمية.
