منذ بداية الأزمة السورية كنا نقول إن الغرب لن يتدخل عسكرياً، لأنه أجبن من أن يفعل ذلك. والدليل أمرين: الأول، أن الغرب بقيادة أمريكا لم يتدخل في العراق إلا بعد أن ثبت لديه بكل الوسائل ومن خلال فرق التفتيش أن العراق لم يعد يمتلك أي قوة رادعة تخيفه، فتدخل الغرب لإظهار قوته،

دون مقدمات نقول إنه ومنذ بدء الأزمة السورية والموقف الأردني يتذبذب بين الحيادي السلبي، والسلبي.. ثم تطوّر أكثر ليكون سلبياً بالمطلق ولم يعد هناك من يتحدث عن "النأي بالنفس" كما في لبنان، والشواهد على ذلك كثيرة؛ من السماح للمسلحين بالدخول إلى سورية إلى تدريب هؤلاء وتأمين السلاح لهم وصولاً إلى استضافة قادة التآمر بقيادة أحد أمراء السعودية الممولين والمهندسين للحرب الإرهابية على سورية.

اتصالات ومحادثات واتفاقيات بين الأطراف الثلاثة تجري على قدم وساق حيث فرّقهم كامب ديفيد واوسلو وجمعهم المشروع الصهيو أمريكي الذي تطاول على الدم الواحد والمصير الواحد ليصنع الألم الواحد،

فال الشيخ ذو الفقار غزال في لقاء خاص مع ثائر العجلاني نشره على صفحته على الفيس بوك : لن يجرنا الفعل الخاطئ لرد خاطئ والمختطفين بخير بينهم عمي الشيخ بدر غزال

من البديهي أن تقلق القيادة السعودية من المتغيرات التي تجوب المنطقة العربية والإقليم، ولكن من السخف أن تظن أنها قادرة على الضحك على شعبها، وانها قادرة على وضعه في قفص بعيد عن هذه المتغيرات. فالشعب السعودي لا يعيش في جزيرة معزولة عن العالم،

لم يسبق لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تعرّض لحملة داخلية حادة بسبب سياساته الخارجية، مثل التي يتعرض لها الآن.

فيما يشبه الانفصام عند بعض الدول العربية والأدوات الصغيرة التي تستخدمها، سارعت مجموعة شركة نبيل العربي وسعود الفيصل إلى اتهام الدولة السورية أو كما يسمونه "النظام السوري" وتحميله مسؤولية ما أعلنته المعارضة السورية عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق.

باتت الحكومة السلامية مرتبطة بمعركة حلب، وذلك بمشيئة بندر بن سلطان الذي يُعدّ العدة للمعركة المذكورة على أن تسبقها تفجيرات متنقلة على الساحة اللبنانية لإرباكها سياسياً وأمنياً وضمان تحييد حزب الله عن أم المعارك السورية

لم يعد سراً تلاقي المصالح الإسرائيلية ـ السعودية في هذه الفترة. فالصحف السعودية تعجّ بالأخبار والمقالات التي تعبّر عن الأهداف السعودية التي تماثل الأهداف الإسرائيلية وتتناغم معها، وتعتبرُ سورية خطراً داهماً؛

كشف ما سميّ الربيع العربي أو "الفوضى الخلاقة" وهي الأقرب الى الصحة ، عن عيوب ومشاكل وتفاهات ونقاط ضعف وعاهات الوطن العربي وهشاشته. ولكن أكثر ما كشفته الفوضى الخلاّقة هو حقيقة المواقف العربية "الشقيقة".

قالوا إنها ثورة.. قالوا إنها انتفاضة.. قالوا إنها تمرد.. قالوا إنها عاصفة شعبية اجتاحتها.. قالوا وقالوا الكثير لم يوفروا أي لغة هابطة إلا ونسبوها لها... حججهم الديمقراطية والحرية.. لكن هل تحققت ديمقراطيتهم وحريتهم .....

لم نفاجأ بأخذ أميركا جانب الإرهاب في مصر، فقد كانت أميركا إلى جانب الإرهاب في أفغانستان بالتسليح والتمويل وكان حليفها الاول أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة وباقي المجاهدين. وهي تقف اليوم بصراحة إلى جانب الإرهاب في سوريا، تحارب النظام السوري جنباً إلى جنب مع تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وباقي العصابات

لا وجه للمقارنة بين ما يجري في مصر وما تشهده سوريا منذ عامين، وكل حديث عن “سورنة” مصر، ضرب من التطيّر وسعيٌ لخلق مادة إعلامية مشوّقة، لا أكثر ولا أقل.

البيان السعودي بشأن مصر، يكاد يصح حرفيا على سوريا. وكأنما ارادة ملكية، او غيرها من اسباب، تمنع ظهوره طوال اكثر من عامين على المذبحة الجارية في سوريا.

منذ حين والإعلام العربي ولاسيما الخليجي منه يطبل ويزمّر في الحرب المعلنة على الجيوش العربية ويقصف هذه الجيوش بشتى أنواع التهم، ويتصدّر قائمة المهاجمين في هذه الحرب وكأنه ينتظر أن يصفق ويزغرد فرحاً بجنازة هذا الجيوش واحداً تلو الآخر