من الطبيعي أن لكل حرب أهداف سياسية تسعى إلى تحقيقها. وأهداف الحرب الأمريكية على سورية أصبحت شبه محددة ومعروفة كما يعلنها الأمريكان أنفسهم، ويمكن إجمالها بأربعة عناوين؛ لأن سورية تهدد الأمن القومي الأمريكي؛ إنهاك الدولة السورية لفرض الحلول التي تريدها أمريكا عليها، ولضمان أمن إسرائيل، ومحاولة استعادة هيبة وصورة واشنطن العالمية، أما الباقي فكلّه تفاصيل

هل يجرؤ القادة الغربيون على فتح المجال للرئيس السوري بشار الأسد لقول كل ما عنده حول الأزمة السورية وعلى الهواء مباشرة ليسمعه العالم ويحكم بنفسه؟ سؤال يُطرح على هؤلاء القادة بعدما أوجعوا رؤوسنا من كثرة تصريحاتهم منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن،

يستطيع الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يقول أي شيء ليبرر تراجعه المؤقت عن العدوان على سورية. قد يختلق مبررات كثيرة كمثل القول انه يريد استشارة الكونغرس رغم انه دستوريا ليس بحاجة لذلك، لكن الأكيد ان هذا التراجع يؤرخ لواحدة من هزائم القرن لمحور الاطلسي

باسم كل الذين جاعوا وأطعمتهم سورية، باسم كل الذين تهجّروا وآوتهم سورية، وباسم كل الذين نُكبوا وخفّفت سورية من نكبتهم، فإن الله حمى وما زال يحمي سورية وشعبها ويلهمهم القوة والعزيمة!!

قبل البدء لا بد من التأكيد على أن تصويت البرلمان البريطاني ضد الحرب على سورية، والتقريع الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي باراك أوباما، عرّيا كل الأسباب والذرائع التي لفقها أعداء دمشق بقيادة الولايات المتحدة لشن الحرب على سورية

الحرب التي يُعَدُّ لها ضدّ سوريا هي حرب استعمارية، وكل مشارك فيها، كلياً، تأييداً، تمويلاً، ترويجاً، تبريراً، وقتالاً، هو عميل خائف، ولا عقوبة له سوى الموت، جهاراً نهاراً بدون خجل أو حياء

ما ان يغادر المفتشون الدوليون غدا السبت دمشق، حتى يبدأ العد العكسي للعدوان على سورية. حدد باراك اوباما بوضوح وقبله وزير خارجيته جون كيري حدود هذا العدوان ، فهو لن يكون بريا بل محدود بالوقت ولن يشبه ما حصل في العراق وافغانستان

تكاد القيادة الإسرائيلية تخرج عن طورها في محاولة التصدي لحالة الهيستيريا التي أصابت الجمهور الإسرائيلي في أعقاب الاستعدادات لضربة غربية ضد سوريا

لا شيء يعلو في إسرائيل هذه الأيام فوق صوت الحديث عن استخدام سورية للسلاح الكيماوي في أي حرب مقبلة ضد الكيان الإسرائيلي والمستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكأنما الحرب واقعة لا محالة، ولكأن سورية لا تملك غير السلاح الكيماوي، فلماذا هذا الهيجان والهلع عند الإسرائيليين؟

ترقب عام من مختلف بقاع الأرض لقرار أوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسورية، الأقاويل والسيناريوهات كثيرة حول كيفية شكل الضربة مرة يقال عنها بأنها محدودة ومرة بأنها إستراتيجية والبعض ذهب بعيداً بقوله بأنها شبيهة بالعدوان على العراق وأفغانستان حيث أكذوبة بوابة التهديد والوعيد جاهزة

إذن يصرخ هؤلاء بأعلى أصواتهم لإخافة الآخرين؛ لإخافة سورية وحلفاءها وأصدقاءها، لعلهم يحصلون على شيء ما يحفظ ماء الوجه؛ ألا تبّت يد أبي لهب. ألم يتعلموا بعد مرور عامين ونصف أن نباح الكلاب ومهما استمر وعلا، لا يخيف الأسود؟

تحرك صالح القلاب وعشيرته وبعض كلاب العشائر البدوية ضد سفارة سوريا في عمان وافتعال معارك وهمية معها بداية تحرك تقوم به المخابرات الاردنية بطلب من القصر اولا لتبرير الضربة العسكرية لسوريا والتي ستتم عبر الاراضي والاجواء الاردنية خلال هذا الاسبوع

استغرق الأمر عاماً واحداً فقط ليحاول كولن باول، وزير الخارجية الاميركية الاسبق، التراجع عن صورته ــ الفضيحة في الخامس من شباط العام 2003.

سؤال وحيد يدور في أروقة السياسة المحلية والإقليمية العليا، وهو هل تنفذ الولايات المتحدة تهديداتها وتوجه ضربة عسكرية للجيش السوري أو أنها ستتريث في إطلاق الرصاصة الأولى التي قد تكون الشرارة المنتظرة لإشعال حرب إقليمية غير محسوبة النتائج،

من جديد يرفع أعداء سورية أصواتهم عالية مهددين بضربة عسكرية موجعة لدمشق عقاباً على أكاذيبهم الكيميائية وفي الوقت ذاته يحضرون أنفسهم لمؤتمر جنيف وكأن شيئاً لم يكن