لعلّ عنوان المرحلة سعودياً هو "التخبط"! نعم التخبط بكل أنواعه وأشكاله؛ في التربية والمجتمع والسياسة والدين والثقافة، والانفصال أو الهوة الشاسعة بين الواقع المتخلف الذي يُعاش وكأنه قبل عدة قرون، والمعايير أو الشروط أو "الأوامر" المطلوبة لمواكبة العصر والدخول في القرن الحادي والعشرين.

التهويل مستمر. تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ـ "داعش" يُشغل العالم؛ تحالفٌ من أربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة ـ القوة العظمى الأولى في العالم كما يريد أصدقاؤها الاعتقادـ وثمّة خشية من عدم تحقيق الانتصار على التنظيم الإرهابي؟! إذا كان الخطر والقوة بهذا الحجم فلماذا إبعاد القوى الأخرى الروسية والإيرانية والسورية وكل حلف الممانعة من المواجهة

أكدت الجمهورية العربية السورية وعلى لسان وزارة الخارجية والمغتربين أن الولايات المتحدة أخطرتها بنيّتها استهداف مقرات وقيادات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"ـ "داعش". الإخبار الأمريكي والتأكيد السوري للضربات الجوية الأمريكية يعني عدة أمور، منها

منذ زمن طويل لم تكن الأمور واضحة بهذا الشكل في منطقة الشرق الأوسط والعالم. كانت عبارات "النفاق" مثل "التعاون" و"التنسيق" و"التضامن" و"الأخوة العربية" تذيّل بيانات الجامعة العربية، وكان الكل يدرك أنّ الواقع غير ما كُتب وما نُسج من أقاويل تذخر بالعواطف الجيّاشة..

لم يستح وزير الخارجية السعودي من الكذب رغم سنوات عمره الشقية. سعود الفيصل، اعتبر على هامش مؤتمر باريس أنّ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، "وجد في أرض سورية بحكم طبيعة نظام الأسد أرضاً خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط".

يسعى الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه، جاهداً هذه الأيام، لطمس حقيقة أن مملكة آل سعود هي المؤسس والممول والمغذي الأول للإرهاب في العالم، تربية وفكراً وعقيدة وتسليحاً. ويعتمد هذا الإعلام منهجاً يقوم على عدة عناصر

مَن منا يسأل أو يهمه معرفة أين هو "الإئتلاف" السوري المعارض ورئيسه هادي البحرة؟! أين أصدقاؤه؟ أين سلفه أحمد الجربا وتصريحاته اليومية ـ بل اللحظيةـ النارية، أين تهديداته؟ هل بقي من يهاتفه أو يحفل به؟ أين لؤي صافي وعنترياته الإعلامية؟! أين لؤي المقداد وزعامات مايسمى الجيش الحر رياض الأسعد وسليم إدريس؟

دشنّت السعودية قبل أيام سياجاً أمنياً على حدودها الشمالية، كخطوة في الجهود التي تبذلها لمنع التسلل والتهريب عبر حدودها المترامية الاطراف.

انتهت قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس بنتائج هجومية واضحة تقول؛ نحن الدول الاستعمارية مستمرون في سياساتنا؛ باستخدام القوة حيث نستطيع؛ بتمزيق العالم وفق مصالحنا وحلفائنا؛ وأنتم الذين ترفضون تنفيذ ما نطلب أعداء لنا وستدفعون الثمن؟!!